يشير المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز "ريكونسنس" للبحوث والدراسات بالكويت، عبد العزيز محمد العنجري، إلى أن المنطقة "عُرف عنها بشكل عام رغبتها بالحياد الإيجابي المبني على تقديم المساعدات الإنسانية خلال الأزمات، والمنح النقدية لإعادة إعمار المناطق المنكوبة، وأخذ دور الوسيط أحياناً".

لكنه يرى أن اتخاذ موقف الحياد "الآن وفي هذه الحالة تحديداً غير ممكن مع حدة الاستقطاب الدولي وتزايد الضغوط".

وفي ذات الوقت يعتقد العنجري، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أنه "لم تعد العجلة والسرعة في التسابق على تأييد أمريكا من سمات السياسة الخارجية لدول الخليج"، موضحاً بقوله: "ما يحدث الآن من هدوء وصمت من بعض الدول ما هو إلا ترتيب للملفات وتحديد للأولويات وحساب المكاسب والخسائر".

ويستكمل توضيحه قائلاً: "إذا اضطرت دول الخليج إلى الاختيار، فلا شك أن معظمها سيكون للحليف الأمريكي. ولكن ما سيختلف الآن عن أزمات سابقة هو البراغماتية الخليجية بتطويع الأزمات الدولية لمصالحها دون أن تتبع الرغبات الغربية أوتوماتيكياً".

وفي حال اتخذت دول الخليج موقفاً متوافقاً مع أمريكا، فإنها- كما يرى العنجري- "لا بد أن تحصل بالمقابل على مزايا واضحة لا تقبل التأجيل، خصوصاً في ملفات مثل سوريا واليمن ولبنان".

ويؤكد ضرورة ألا تكتفي دول الخليج بـ"سيل المجاملات البروتوكولية ورسائل الشكر المعنوية والاتصالات الهاتفية مع الرئيس الأمريكي؛ فقد انتهى زمن المجاملات غير المشروطة من الخليج لأمريكا"، حسب قوله.

وفيما يتعلق بامتناع الإمارات عن التصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بأوكرانيا، يشير إلى أن ذلك "مؤشر على تغير نهج المنطقة -تدريجياً- بالتعامل مع أمريكا؛ فلم تعد هناك مُسلَّمات، بل متغيرات تستوجب تفاعلاً ديناميكياً من الإدارة الأمريكية".

ويرى أن دول الخليج بقيادة السعودية "لها دور كبير -خصوصاً- في تهدئة أسواق النفط دعماً للغرب - إن أرادت - ولتقليل الضغوط المالية عليهم، وأيضاً حرمان بوتين من منافع زيادة أسعار النفط لكونه أول من سيستفيد من السعر العالي".

ويتابع: "لا شك أن الإدارة الأمريكية تترقب الخطوات السعودية والخليجية لتهدئة أسعار النفط بعد أن وصل سعر البرميل لأعلى من مئة دولار، وهو الأعلى منذ نحو 8 سنوات، إضافة إلى قطر التي يمكن أن تساعد في استقلال أوروبا نسبياً عن الغاز الروسي".

وفيما يمكن أن تتخذه دول الخليج بعد العقوبات الدولية على روسيا، يقول لـ"الخليج أونلاين": "ستكون استجابة دول الخليج متفاوتة بحسب خصوصية كل دولة، وستعتمد على مقدار الضغط الأمريكي والغربي من جهة، وعلى الرؤية المستقبلية طويلة المدى لكل دولة، من جهة أخرى".