reconnaissanceresearch.com

السفير الأوكراني لدى الكويت في حوار مع «ريكونسنس للبحوث والدراسات»: نشكر الكويت على دعمها وموقفها المبدئي تجاه الأوضاع في بلادنا



أصبحت أوكرانيا في بؤرة الاحداث الدولية ومركز الاهتمام العالمي في الوقت الحالي، ورغم البعد الجغرافي لمنطقة الخليج العربي عن أوكرانيا، إلا أن تشابك المصالح وتعقد الأحداث المستمر في العالم يفرضان علينا البحث أكثر بشأن هذه الأحداث التي لاشك أنها ستؤثر في مصالح المنطقة مستقبلا وعلاقاتها مع عديد من الدول.

الطرف المباشر في هذه الأحداث هو روسيا التي تربطها علاقات مباشرة ومتينة مع دول الخليج العربي، وواحدة من أهم هذه المصالح هي الشراكات المتعددة في مجالات الطاقة خاصة تحالف «أوپيك بلس» الذي تقوده الرياض وموسكو.

ومن ناحية أخرى فإن الولايات المتحدة ودول الغرب تعد الحليف الاستراتيجي والعسكري والتجاري الأكبر لدول الخليج العربي، كما أن أوكرانيا ذاتها تربطها علاقات متميزة مع عدد من دول الشرق الأوسط، والتي يشكل تعاونها معها ضمانا للأمن الغذائي الحيوي والمهم.
وفي هذا الإطار قام مركز «ريكونسنس» للبحوث والدراسات بإجراء حوار مع د. أولكسندر بالانوتسا سفير أوكرانيا لدى الكويت، والتفاصيل في الاسطر التالية:

1 ـ في ضوء ما تعانيه أوكرانيا حاليا، ما رسالتك إلى جمهور القراء؟

٭ كما قال رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي «ستنتصر الحياة بالتأكيد على الموت»، إن العالم سوف يهزم الظلام، لكن روسيا اليوم دولة خطرة، فهي تروج للعدوان والإقصاء والتعصب والجرائم ضد الإنسانية. ورسالتي هي أنه يمكنك مساعدة أوكرانيا من خلال وقف أي نوع من التعاون مع الاتحاد الروسي. لدينا جميعا القوة لوقف إراقة الدماء والحرب. دعونا نوحد جهودنا وننهي حرب روسيا على الحرية والقيم الديموقراطية والعالم المتحضر بأسره.

ومن أجل أوكرانيا نطلب التضامن والدعم من الجميع. ندعو إلى مقاطعة روسيا، حتى تنسحب بالكامل من أوكرانيا وتحاسب على جرائمها. وفي جميع أنحاء العالم، تدعم دول العالم أوكرانيا من خلال:

٭ تعليق المشاركة الروسية في الأحداث الدولية.

٭ مقاطعة الأحداث التي تنظمها المؤسسات الروسية وكذلك المؤسسات الدولية المرتبطة أو الممولة من قبل نظام بوتين.

٭ استبعاد الممثلين المنتسبين للدولة الروسية من المجالس الإشرافية والاستشارية للعديد من المنظمات.

٭ رفض أي تبرعات أو تمويل أو رعاية من المنظمات الروسية ووكلائها والشركات التابعة لها.

٭ إلغاء أي تعاون مع الروس الذين يدعمون نظام بوتين علانية.

2 ـ من حيث الحجم والأعداد، فإن الجيش الروسي يتمتع بالتفوق.. إذن ما الذي تراهن عليه أوكرانيا؟

٭ لقد سمعنا الكثير من الروايات عن «الجيش الروسي الذي لا يقهر»، ولكن الأسطورة تبددت الآن، فقد قتل حوالي 9000 جندي روسي وتم إسقاط مئات الطائرات والمروحيات والسفن والعربات المعادية. وأسرى الحرب الروس يتوسلون أقاربهم في روسيا للاحتجاج على هذا العدوان العسكري، وبعضهم يرفض بالفعل اتباع أوامر إطلاق النار على المدنيين أو البنية التحتية المدنية في أوكرانيا.

والآن نشهد وحدة غير مسبوقة للمجتمع الدولي في الوقوف مع أوكرانيا، فقد دفعت الضغوط والعقوبات التي مارسها العالم المتحضر بأسره روسيا إلى العصر الحجري، كما أن القوات المسلحة لأوكرانيا ـ من المحاربين والمتطوعين الشجعان لدينا ـ هم أبطال عظماء، وهم يعلمون أن انتصار أوكرانيا على الشر هو الخيار الوحيد لإنهاء هذه الحرب.

3 ـ ما تقييمك لرد فعل الكويت تجاه الحرب الروسية على أوكرانيا؟

٭ في 24 فبراير 2022 التقيت بوزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر، وذلك لإيصال رسالة حول الوضع المتوتر في أوكرانيا الناجم عن الغزو العسكري الأجنبي.

وقد أعرب وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر عن رفضه استخدام القوة والتهديد بالقوة في العلاقات بين الدول، وشدد على ضرورة احترام استقلال وسيادة أوكرانيا، وأكد دعمه الكامل لكل الجهود الدولية الهادفة إلى وقف التصعيد وتسوية الخلافات الدولية بالطرق السلمية.

وفي اليوم الأول من الغزو الروسي الشامل، نشرت وزارة الخارجية الكويتية بيانا أكدت فيه على أهمية الالتزام بمبادئ القانون الدولي الراسخة وميثاق الأمم المتحدة التي تحكم العلاقات بين الدول وتستند إلى احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها ومبادئ حسن الجوار وحل النزاعات بالطرق السلمية، كما وافقت الكويت على المشاركة في رعاية البيان المشترك بعد التصويت على قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن العدوان الروسي على أوكرانيا.

وكانت الكويت من بين 141 دولة عضو في الأمم المتحدة صوتت لصالح قرار الجمعية العامة للامم المتحدة في اجتماعها الطارئ الاستثنائي الذي استنكر الغزو الروسي لأوكرانيا، وطالب بالانسحاب الكامل للقوات الروسية كما طالب موسكو بالتراجع عن قرارها بالاعتراف أحادي الجانب بما يسمى بـ«جمهوريات دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين».

إننا نشكر شركاءنا الكويتيين على دعمهم وموقفهم المبدئي تجاه الاوضاع في اوكرانيا، ونثمن الدور المهم الذي لعبه بلا كلل وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور أحمد الناصر خلال هذه الأزمة، بتوجيه من القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد.

4 ـ لروسيا حق النقض «الفيتو» مما يجعل الأمم المتحدة في موقف ضعيف للغاية.. إذن على من تعتمد أوكرانيا؟

٭ يمنح وضع العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي لروسيا الحق في نقض قراراتها - وكان آخرها استخدام حق النقض ضد قرار يدين الغزو الروسي لأوكرانيا.. لكن أوكرانيا تعتقد أن عضوية روسيا في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي غير شرعية.

وفي حديثه خلال اجتماع مجلس الأمن بالأمم المتحدة في 24 فبراير الماضي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا مباشرة تقريبا، أثار سيرهي كيسليتسيا، الممثل الدائم لأوكرانيا لدى الأمم المتحدة سؤالا مهما حول كيف أصبحت روسيا من الناحية القانونية عضوا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بدلا من الاتحاد السوفييتي.. لكن تم تجاهل هذه القضية إلى حد كبير في الصحافة وسط الحرب التي شنتها روسيا.
وعلى أي حال، فإن روسيا تسيء استخدام سلطتها في استخدام حق النقض على القرارات.. لكن موسكو لا يمكنها استخدام هذا الحق ضد صوت المجتمع الدولي والشعب الأوكراني الذي يحتج على هذه الحرب في الشوارع. ولا يمكن لروسيا أن تستخدم حق النقض ضد ميثاق الأمم المتحدة. ولا تستطيع موسكو ولن تستخدم هذا حق اضد المساءلة على حربه في أوكرانيا.

ويثني جميع الأوكرانيين على موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية غير مسبوقة من الأصوات على قرار قوي يطالب روسيا بوقف الهجوم الغادر على أوكرانيا على الفور.

ونحن ممتنون لكل دولة صوتت لصالح هذا القرار، واختارت الجانب الصحيح من التاريخ.

وفي 3 مارس الجاري قامت 38 دولة من جميع أنحاء العالم بأكبر إحالة على الإطلاق للمحكمة الجنائية الدولية بسبب غزو روسيا لأوكرانيا. ومن الواضح تماما أن بوتين لا يمكنه ارتكاب هذه الأعمال المروعة دون عقاب.

5 ـ على من تراهن أوكرانيا؟ وإلى اي مدى تعتمد على المقاومة المسلحة في حالة استمرار الاجتياح الروسي؟

٭ أنا متأكد من أن القوات المسلحة الأوكرانية لن تستسلم أبدا، لأنها تدافع عن الوطن الأم. أوكرانيا بلد مسالم، لكن كل من يأتي إلى أرضنا لقتل الأوكرانيين سيعاقب. إننا نجمع بالفعل أدلة على الجرائم العسكرية الروسية في أوكرانيا، وذات يوم سنلتقي في المحكمة الجنائية الدولية لإجبار روسيا على العدالة. يجب أن يتعلموا كلمات مثل: «المساهمات» و«التعويضات» حيث سيتعين عليهم الدفع لأوكرانيا مقابل ما فعلوه. وسيكون عبء الخزي والندم ثقيلا للغاية، وسيتحمل جميع الروس المسؤولية عن قرار شخص واحد.

إن أسلحتنا الآن هي بنادق وطائرات مقاتلة ومدافع رشاشة، وأسلحة الغرب هي عقوبات، وهم يستخدمونها بذكاء شديد لأنه إذا سقطت أوكرانيا اليوم، فإن شهية بوتين ستنتشر أكثر من ذلك غدا. وتفرض الدول الغربية عقوبات متزايدة على روسيا.

إن أوكرانيا تقوم الآن بتنسيق عقوبات جديدة على روسيا بسبب عدوانها على أوكرانيا، فضلا عن خطوات لسد أي ثغرات وعدم ترك فرصة لروسيا لتجاوز العقوبات الحالية والمستقبلية. ويشعر كل روسي بالفعل بالعواقب الاقتصادية الصعبة. إنهم معزولون عن سلاسل اللوجستيات العالمية، والنظام المالي الدولي، والسفر، والرياضة، والثقافة وما إلى ذلك، فبالأمس أطاع الروس بصمت أوامر قيادتهم السياسية، واليوم فرصتهم الأخيرة لوقف هذا الجنون ورفض مواصلة الحرب، وغدا سوف تسود العدالة.

6 ـ ماذا سيكون موقفك كمواطن أوكراني إذا تم تنصيب حكومة موالية لروسيا جديدة في بلدكم؟

٭ لن ندع هذا يحدث ابدا، فلن يستطيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قتل الأمة الاوكرانية بأكملها، سنقاتل طالما كنا أحياء.

Previous Post
What To Do About the Houthis ?
Next Post
‘Free and Open Indo-Pacific (FOIP)’ and its importance for Gulf Cooperation Council (GCC)
Menu