الشرق الأوسط في قلب السياسة الفرنسية لمواجهة التحولات والتحديات الطارئة
نظم معهد الدراسات العليا للدفاع الوطني «IHEDN» بالاشتراك مع مديرية
التعاون الأمني والدفاعي «DCSD» التابعة لوزارة الخارجية الفرنسية، قبل ايام، المؤتمر الدولي الأول حول الشرق الأوسط تحت عنوان «السياسة
الفرنسية للمساهمة في استقرار وأمن الشرق الأوسط»، وامتدت على مدى أسبوع.
ودعت السفارة الفرنسية عبدالعزيز العنجري المؤسس والرئيس التنفيذي
لمركز «ريكونسنس للبحوث والدراسات« لتمثيل الكويت، في المؤتمر الذي تخلله جلسات
نقاشية وورش عمل، شارك فيها هذا العام نحو أربعين ممثلا رفيع المستوى من سياسيين
وعسكريين ومديرين لمراكز بحوث من آسيا والشرق الأوسط، بما في ذلك المملكة العربية
السعودية وقطر والبحرين والأردن والعراق وفلسطين.
وناقش المشاركون ملفات تراوحت بين العلاقات الدفاعية والاستراتيجية،
وآليات تعزيز التعاون الدولي، وطرق محاربة الإرهاب، والتعامل مع ملف الهجرة، ودعم
البلدان الخارجة من أزمات.
كما ركز المؤتمر على
التطورات التي تشهدها المنطقة لاسيما بعد بوادر الانسحاب الأميركي الذي افسح
المجال امام قوى عالمية وإقليمية لمحاولة ملء الفراغ الذي يتركه ذلك الانسحاب،
كروسيا والصين وايران وتركيا، والتحديات التي يفرضها ذلك على سياسة فرنسا ومن
ورائها الاتحاد الأوروبي تجاه المنطقة، وضرورة تحديث مقاربتها لهذه التطورات. كما تطرق المجتمعون على
مدى اكثر من 10 جلسات وحلقات نقاشية، إلى التعاون الدولي والاستخباراتي ضد الإرهاب
ومساعدة الدول التي تعصف بها الازمات.
وقد اعربت السفيرة كورين بروزي، مديرة الشؤون الأوروبية والدولية في
معهد الدراسات العليا للدفاع الوطني في باريس، عن سعادتها باستضافة معهد الدراسات
العليا للدفاع الوطني «IHEDN» أول
جلسة حول الشرق الأوسط في باريس خاصة «وأننا لم نتمكن من القيام بأي شيء من هذا
النوع العام الماضي بسبب الوباء».
وأكدت حرص إدارة التعاون
الأمني والدفاعي بوزارة الخارجية الفرنسية، على تبادل وجهات نظرها حول التعاون
مع دول مجلس التعاون الخليجي، إزاء سياسات الدفاع والأمن، والعلاقات مع القوى
الخارجية، ومكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والمساعدات التنموية.
إضافة الى دعم البلدان في
مرحلة ما بعد الأزمات. وقالت «أنا شخصيا لدي اهتمام خاص بالمنطقة، لأنني كنت سفيرة
لفرنسا مرتين، في مدينة الكويت وعمان».
الحد من التسلح والاستقرار
بدأت ورشات الأسبوع المكثف بمقدمة افتتاحية تخللها تعريف بمديرية
التعاون الأمني والدفاعي «DCSD» قدمه
رئيسها الجنرال تيري مارشاند، وكذلك عن معهد الدراسات العليا «IHEDN» قدمه مديره الجنرال باتريك
ديستريمو. ثم استعرضت دورثي شميد
مديرة برنامج الشرق الاوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، في كلمة لها
«بانوراما ازمات الشرق الأوسط».
وحملت الجلسة الأولى من جلسات المؤتمر عنوان «هل يمكن تحقيق السلام
والاستقرار في الشرق الأوسط؟» تحدث فيها كريستوف فارنود مدير قسم الشرق الاوسط في
وزارة الخارجية واوروبا.
وتلتها جلسة بعنوان «الحد
من التسلح ومنع انتشار السلاح في الشرق الأوسط» حاضر فيها بنجامين هوتكوفريرتور
كبير الباحثين في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية، بمشاركة لورنت بوست رئيس قسم الحد
من التسلح بالمديرية العامة للعلاقات الدولية والاستراتيجية بوزارة القوات المسلحة.
الدفاع والأمن
وفي اليوم الثاني من ايام المؤتمر استعرض المفوض باتريك فينسنت
المدير المساعد في القسم الدولي في «DCSD» والبريغادير
ايريك بيلتييه، «التعاون الفرنسي في مجال الامن والدفاع في الشرق الاوسط».
ثم تلا ذلك جلسة أخرى حملت عنوان «ما استراتيجية فرنسا في الشرق
الأوسط؟» قدمها ايمانويل ميغنوت المستشار الديبلوماسي لرئيس الاركان الفرنسي،
ومسؤول الميزانية في ادارة العلاقات العامة بوزارة الدفاع ليو غارسيا مارلييه، الى
جانب اليزابيث مارتو مسؤولة منطقة الشرق الاوسط في الادارة العامة للعلاقات
الدولية والاستراتيجية في وزارة القوات المسلحة.
وختم اليوم الثاني بحلقة نقاشية حول «التعاون الدولي ضد الارهاب»
قدمها جان فرانسوا غايرود مستشار مدير ادارة التعاون الدولي للاستخبارات ومكافحة
الارهاب، وايزابيل جيغوزو المستشارة في وزارة العدل.
استقرار الشرق الأوسط
أما اليوم الثالث فكانت جلسته الأولى بعنوان «مسـاهـمــة
المشـغـلـيـــن الفرنسيين في استقرار الشرق الأوسط» تحدث فيها الخبير جيرمي بيليت
والمحافظ يان جونوت، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، CIVIPOL
والمنسق الوطني للاستخبارات لرئيس الجمهورية الفرنسية، إلى جانب ريمي
جينيفي، مدير إدارة الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية واسيا في وكالة التنمية الفرنسية «AFD».
واعقبت الجلسة جولة ميدانية
في وحدة (UIISC1) في
نوجينت لو روترو.
وبعد الجلسة، أوضح المحافظ جونوت أن «Civipol» هي شركة فرنسية مملوكة
للدولة، تنفذ التعاون الفني نيابة عن وزارة الداخلية الفرنسية. وأضاف «لدينا تعاون
بمجالات عدة مع حكومات الشرق الأوسط من مكافحة الإرهاب إلى مساعدة الحكومات في
إعادة تشكيل أنظمة الأمن القومي الخاصة بها».
وأوضح أن هدف الشركة «تعظيم
قابلية التشغيل البيني وزيادة التبادلات العملية للخبرات بين الوكالات الأمنية على
مستويات محلية واقليمية ودولية».
وعن مشاركته في هذه الدورة،
أكد أنها «لتبيان النقاط والغايات المذكورة بشكل أكثر وضوحا».
أما جينيفي فقال ان (الوكالة الفرنسية للتنمية) من خلال فرعها في بيروت،
تلاحظ الأزمات المنهجية التي تعوق مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية
والمؤسساتية والبيئية المتجذرة في المنطقة.
وأكد أن مجموعة (AFD) تأمل
في وقف عملية إلغاء الرسملة الجارية في المنطقة من خلال تحديد مسارات التنمية
المستدامة والمشاركة فيها، لأن دوله غير قادرة على تخفيف تداعيات ضعف الهيكلية
التي تقوض مستقبل الأجيال القادمة في الشرق الأوسط.
ولفت الى أن مجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية وضعت ثلاثة محاور
رئيسية لتركز أعمالها حولها وهي:
1 ـ تعـزيــز الروابـــط الاجتماعية.
2 ـ الإدارة الـمـسـتـدامـــة والشاملة للمساحات والموارد المشتركة.
3 ـ دعم مسار نمو اقتصادي أكثر إنصافا واستدامة.
ولضمان تنفيذ هذه الأهداف الثلاثة، أوضح جينيفي أن مديرية الشرق
الأوسط في الوكالة تطبق طريقة تدخل مناسبة، تتكيف مع السياق المحلي (وفقا لمبادرة
مينكا) ومصممة بحيث يكون لها تأثيرات منهجية على فترة زمنية طويلة، مع التكيف وفق
التحديات قصيرة المدى، إذا ثبت أن ذلك ضروري. ووفقا لجينيفي، تمتلك «AFD» أيضا مجموعة من الأدوات
والفرق المتنقلة للتدخل على ارض الواقع بقدر المستطاع.
أخيرا، تقدم مجموعة AFD نفسها
على أنها منصة شراكة تضمن مبادئ التكامل والتعلم، الضرورية للعمل التنموي إلى جانب
توسيع نطاق تدخلاتها في المنطقة.
التنافس حول الشرق الأوسط
وفي اليوم التالي، عقدت حلقة نقاشية مغلقة بعنوان «مجموعات الطاقة في
الشرق الأوسط» حاضر فيها نائب الأدميرال جيل بوادفيزي رئيس «العمليات» ورئيس
العلاقات الدولية في البحرية الفرنسية، وديفيد امسيليم الباحث في «المعهد الفرنسي
للجيوبولوتيكس».
وحملت الجلسة الثانية عنوان «الولايات المتحدة، الصين، ايران، روسيا،
تركيا: عودة التنافس الاستراتيجي الى الشرق الأوسط».
وحاضرت فيها الباحثة أجنيس لوفالوا، في مؤسسة البحوث الاستراتيجية «FRS» بباريس وهي مؤسسة متخصصة في
قضايا العالم العربي المعاصر، والتطورات الجيوسياسية، وقضايا الإرهاب والتطرف.
ود.برنارد أوركيد، مدير إدارة البحوث بالمركز الوطني للبحث العلمي «CNRS».
وقال أوركيد «تتمتع فرنسا بتاريخ طويل من التعاون العسكري والتدريب
مع العديد من الدول الأجنبية، والعديد من الضباط رفيعي المستوى تخرجوا من كليات
عسكرية فرنسية. ولسنوات عديدة، تم تنظيم ندوات لكبار القادة - العسكريين والنخب
المدنية».
وأضاف «بسبب الدور الفرنسي الرئيسي والجديد تجاه «الشرق الأوسط»، تم
عقد هذا المؤتمر الخاص بالشرق الأوسط لإطلاع المشاركين على السياسة الفرنسية
والتحليلات حول مواضيع مختلفة، وتبادل وجهات النظر من خلال المناقشات الودية،
للتعرف على التساؤلات الرئيسية أو الجديدة المستجدة من البلدان المشاركة».
وأشار إلى أن أهمية المؤتمر تكمن «بشكل خاص كون دول الشرق الأوسط قد
تغيرت خلال السنوات الماضية من عدة نواح (معدل النمو الاقتصادي والتطور السياسي)
بالإضافة للحروب في (العراق، سورية، فلسطين، أفغانستان)، والاضطرابات السياسية».
وتابع «من الواضح أن كل من
إسرائيل وإيران بدأتا سياسة جديدة، مع علاقات أكثر تعقيدا مع جيرانهما». وتابع «من وجهة نظري
ارتكبت الولايات المتحدة العديد من الأخطاء التي أدت إلى مشاكل في الشرق الأوسط
وحروب دراماتيكية في العقد الماضي.
ولم يؤخذ ظهور الإسلام
السياسي والسياسة الجديدة لإيران (النووية والإقليمية) في الاعتبار بالتحليل
الفعال، مما أدى إلى صراعات دراماتيكية كان من الممكن منعها».
وأكد أن «كل هذه الحقائق السابقة ومعها بداية انسحاب الولايات
المتحدة الأميركية ووصول الصين كلاعب اقتصادي رئيسي جديد، تفرض على فرنسا، كعضو
دائم في مجلس الأمن، بناء سياسة مستدامة جديدة ومحدثة في المنطقة. ليست فقط في مجالات
الأسلحة والقضايا العسكرية ولكن أيضا من خلال التقرب لآمال ومطالب المجتمعات
والشعوب».
وأكد أن الحلقات النقاشية واستضافة «أصدقائنا في الشرق الأوسط في
باريس هي أمثلة صغيرة في حجمها لكنها مع الوقت ستكون كبيرة في تأثيرها لصنع سياسية
قوية لتعزيز السلام في المنطقة مبنية على الحوار والوساطة والتفاوض».
الهجرة في الشرق الأوسط
وتمحورت نقاشات اليوم التالي حول الهجرة وأزمات اللجوء في الشرق
الأوسط وتداعياتها على دول المنطقة وسبل دعمها وركزت على الحالة اللبنانية كون
لبنان عضوا مهم في الفرانكفونية وتربطه بفرنسا علاقات خاصة.
وفي الجلسة الأولى التي حملت عنوان «الهجرة في الشرق الأوسط» تحدث
العقيد بيرتراند فرانسوا، نائب مدير التعاون الدولي في وزارة الداخلية. واوليفييه
اونيدي نائب المدير العام في المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين.
وكانت الجلسة العاشرة من جلسات المؤتمر تحت عنوان «دعم الدول بعد
الأزمات – الحالة اللبنانية» وتحدث فيها بيير دوكوسين السفير ومنسق الدعم الدولي
للبنان. كما تحدث فيها نيكولاس تنزر رئيس مركز دراسات
انعاش العمل السياسي «CERAP».
ثم كانت هناك كلمة ختامية لنيكولاس تنزر، رئيــس مـركــز دراســات
إنعاش العمل السياسي (CERAP) ومدير
مجلة Le Banquet والـرئيـــس
المؤسس لمبادرة(IDEFFIE)، والذي شرح خطوات المبادرة لتطوير الخبرة الفرنسية
والفرانكوفونية، على الصعيدين الدولي والأوروبي.
انطباعات عن المؤتمر
وفي ختام المؤتمر لخص عبدالعزيز العنجري المؤسس والرئيس التنفيذي
لمركز «ريكونسنس للبحوث والدراسات» في حوار خاص مع «الأنباء» النقاشات والتحليلات
والمحاضرات التي ألقيت خلال الأسبوع المكثف.
وقال: «أود أن أخص بالشكر
السفيرة الفرنسية بالكويت آن كلير ليجيندر على ترشيحها الكريم لنمثل الكويت رسميا
في هذا المؤتمر الهام، فقد تشرفت بباريس بلقاء العديد من المسؤولين الكبار الحالين
بالحكـومــة الفرنسـيــة والباحثين المختصين بشؤون الشرق الأوسط»، وأضاف «بدا
واضحا لي بعد لقاءاتي معهم أن منطقتنا ستكون ذات أهمية كبرى في مستقبل السياسة
الخارجية لفرنسا أيا كان الرئيس المنتخب المقبل، فنحن أمام مشروع دولة طويل الأمد».
ولفت الى أن فرنسا ستجتهد
وبشكل مدروس بعيدا عن العاطفة والمزاجية، لتعزيز موقفها ودورها المؤثر والمباشر
كقوة دولية.
وأوضح انه لمس من خلال عدد من اللقاءات الخاصة على هامش المؤتمر، في
النهج الفرنسي رغبة كبيرة بالاستماع، وهو توجه واضح في السياسة الخارجية الفرنسية
يقوم على الاستماع لأكثر من طرف والتحليل ثم التحليل، قبل اتخاذ أي قرار، وهو نهج
مبني على وجود أهمية ووزن للرأي الآخر، ولا يقصي أحدا بذات الطريقة التي تنتهجها
دول أخرى في تدخلاتها بالمنطقة. وتوقع ان يؤدي ذلك لتعظيم
دور فرنسا كثيرا في المستقبل، فتقبل الاستماع للآراء المتعددة مهم جدا.
ونقل عن أحد المسؤولين الحاليين في باريس: «نحن نهتم بالبحث في سبل
معالجة الأسباب الجذرية للمشكلات الحالية، لتكون حلولنا ومقترحاتنا وما سنقدمه من
دعم ذات نفع أكبر وفرص أوسع في احتمالية النجاح».
فرنسا والمجتمع المدني
ولاحظ العنجري من خلال الاطلاع على ورش العمل الخاصة «وجود تركيز
كبير على تعزيز آليات دعم المجتمع المدني بمنطقة الشرق الأوسط وبشكل مباشر، ففرنسا
لا تسعى لتجاوز العلاقات الرسمية مع الدول، لكنها تؤمن بأن قربها من الشعوب بشكل واضح
وشفاف مهم جدا لها ولتأثيرها بالمنطقة».
وقال ان الفرنسيين «في سبيل
ذلك سيسعون لتدريب وتأهيل ـ الراغبين ـ من منظمات المجتمع المدني بمختلف المجالات.
ودعمها ماديا ومعنويا شريطة أن تكون على مستوى عال من الحوكمة والشفافية كما النهج
الأوروبي».
وقال ان في ذلك فائدتين،
حيث ستنقسم منظمات المجتمع المدني في منطقتنا إلى قسمين:
الأول: واجهات حكومات تدعي الاستقلالية وتفتقر للمهنية والشفافية، لا
تعاون فرنسي أو دولي معها.
والثاني: منظمات حقيقية في جهودها وأهدافها ستحظى بمزيد من التقدير
والإشادة حتى وإن لم يكن هناك رغبة منها لقبول دعم مادي.
وأشار الى حرص فرنسا على عدم السماح لحكومات فاشلة بالمنطقة باستغلال
منظمات المجتمع المدني لتمرير المساعدات والدعم وغيرها من منافع. وقال «يبدو لي أيضا أن
هناك توجها عاما للاستفادة القصوى من القدرة الديبلوماسية الفرنسية الرسمية وغير الرسمية
لمزيد من المناقشات السياسية حول الشرق الأوسط».
لكنه لفت الى ان التحدي
يكمن في نجاح التحضير والتسويق الجيد لسياسة فرنسا في منطقة الشرق الأوسط، منوها
الى أن ما تواجهه المنطقة من مشاكل وازمات، يشكل اختبارا كبيرا يبدو أن فرنسا
مستعدة لخوضه.
وختم بأن النقاش الدائر في باريس حاليا والتحدي الأبرز الذي يشغل
العديد من السياسيين والخبراء، هو كيف ستستطيع فرنسا اقناع الدول الأعضاء في
الاتحاد الأوروبي بضرورة أن تلعب أوروبا دورا أكبر في المنطقة، ففرنسا تحتاج لأن
تكون رأس الحربة في منطقة الشرق الأوسط بدعم من الاتحاد الأوروبي، مشيرا الى أن
القادم من الأيام سيبين ما ستؤول إليه الأمور.
لكن مما لاشك فيه أن تطلعات
فرنسا الخاصة بالمنطقة سيكون لها تأثيرات مباشرة علينا بالمستقبل.
وعلى هامش المؤتمر اطلع العنجري خلال لقاء من المحافظ دينيس كونوس
نائب مدير معهد الدراسات العليا للدفاع الوطني (IHEDN)، الذي يعمل تحت الإشراف
المباشر لرئيس الوزراء الفرنسي، على مهام المعهد المتمثلة في تعزيز ثقافة الدفاع،
والمساهمة في تطوير التفكير الاستراتيجي في قضايا الدفاع والأمن.
وعلى هامش المؤتمر أيضا، التقى العنجري ريمي جينيفي، مدير وكالة
التنمية الفرنسية «AFD» قسم
المشرق، والتي تأسست عام 1941، أثناء الحرب العالمية الثانية على يد الجنرال
ديغول، وهي أقدم مؤسسة تنموية في العالم.
لبنان وUIISC1
وفي لقاء مع العقيد جان-فيليب نيكوت، القائد العام لوحدة تعليمات
الأمن المدني والتدخل رقم 1 (UIISC1) اطلع على
مهام الوحدة، وتخلله جولة خاصة على الوحدة (UIISC1) في نوجينت لو روترو بفرنسا
مع العقيد نيكوت. وهذه الوحدة الخاصة تقدم
التقارير إلى الجيش الفرنسي، ولديها ما يقرب من 600 من الخبراء والمختصين بمجالات
عديدة، للتدخل في فرنسا أو الخارج.
وقد شارك 55 من المنقذين من عناصر الوحدة في عمليات الانقاذ والاغاثة
بعد انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020.
تضمن الفريق المرسل إلى بيروت، خلية المخاطر الكيميائية
والتكنولوجية، وموظفين مدربين تدريبا خاصا على فك الارتباط مع الضحايا، ورجال
الإطفاء من مرسيليا وأطباء الطوارئ. وكانو مزودين بـ 15 طنا من المعدات اللازمة
للبعثة.
يرافقهم فريق متخصص للبحث عن الجرحى والمصابين المدفونين تحت
الانقاض، وكلاب البحث والمدربين الخاصين بهم.
إلى جانب كادر مدرب تدريبا
خاصا على فض الاشتباك مع الجمهور.
تعاون مع ريكونسنس
وعلى هامش المؤتمر التقى
العنجري مع البروفيسور برتراند بديع الاخصائي بالعلاقات الدولية، والاستاذ الفخري
في معهد العلوم السياسية. حيث جرى الاتفاق على التعاون مع مركز ريكونسنس للحديث
ضمن ندوة قادمة حول موضوع: «كيف تتأثر الديموقراطية بكل من سياسة الحاكم، وطبيعة
التفاعل الشعبي» ليتحاور مع المهتمين، ويشارك الكويتيين بآرائه ووجهات نظره.
ما هو معهد الدراسات العليا
للدفاع الوطني «IHEDN»؟
هو معهد أكاديمي فرنسي عام للبحث والتعليم ونشر الخبرة والتوعية تجاه
القضايا الدفاعية أسس عام 1936 من قبل الأدميرال راؤول كاستيكس. وكان سابقا «كلية
الدراسات العليا للدفاع الوطني»، قبل أن يعاد توصيفه كمعهد عام 1948.
وإلى جانب دورات التدريب
الوطني، أضيفت دورات إقليمية عام 1954، وأخرى دولية عام 1980، ودورات حول الذكاء
الاقتصادي عام 1995.
عام 1997 تحول المعهد الى مؤسسة إدارية عامة تابعة لسلطة رئيس
الوزراء.
وفي 2010 تم دمجه مع
المديرية العامة للتسليح، ومركز لدراسات التسليح العليا. ويقع المعهد في المدرسة
العسكرية.
مديرية التعاون الأمني والدفاعي «DCSD»
مديرية التعاون الأمني والدفاعي «DCSD»، هو مؤسسة تابعة لوزارة
الخارجية والتطوير الدولي الفرنسية، وتهدف الى تطوير التعاون الدولي في مجالات
الدفاع والأمن الداخلي والحماية المدنية.
وتنسق التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف لفرنسا في مجالات «الدفاع
والأمن» و«التطوير الأمني».
ويحمل التعاون الدفاعي
والأمني الذي تقوم المديرية أبعادا دولية من خلال الإدارة الاستراتيجية التي تجمع
بين وزارتي الدفاع والداخلية. وتضم ديبلوماسيين وعسكريين
ورجال شرطة وخبراء حماية مدنية. وتدير شبكة من 300 متطوع في 140 بلدا، وتركز بشكل
خاص على شركائنا الأفارقة.
الجهات المشاركة
شارك في الندوة الأولى حول الشرق الأوسط التي نظمتها وزارة الخارجية
الفرنسية ومعهد الدراسات العليا للدفاع الوطني 40 ممثلا رفيع المستوى من سياسيين
وعسكريين ومديرين لمراكز بحوث من آسيا والشرق الأوسط، بما في ذلك المملكة العربية
السعودية وقطر والبحرين والأردن والعراق وفلسطين، إلى جانب هيئات ومنظمات فرنسية
هي:
٭ إدارة الشؤون الخارجية، وإدارة التخطيط
الاستراتيجي بوزارة الدفاع الفرنسية.
٭ إدارة التعاون الدولي بوزارة العدل
الفرنسية.
٭ إدارة العمليات بالبحرية الفرنسية.
٭ المعهد الفرنسي للجغرافيا السياسية FIG.
٭ المركز الفرنسي للبحوث الاستراتيجية FRS.
٭ المعهد الفرنسي الوطني للبحوث العلمية CNRS.
٭ المفوضية الأوروبية لشؤون المهاجرين.
٭ مركز دراسات انعكاس العمل السياسي CERAP.
٭ إدارة الأمن والتعاون الدفاعي DCSD.